#رابعا الإيمان بالرسل:


ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه
[رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما] النساء ١٦٥

ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صل الله عليهم وسلم أجمعين
[إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده] النساء ١٦٣

[ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين] الأحزاب ٤٠

وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى بن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى:
[وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا] الأحزاب ٧

ونعتقد أن شريعة محمد صل الله عليه وسلم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصون بالفضل، لقوله تعالى:
[شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه] الشورى ١٣


ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شئ، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم:
[ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك] هود ٣١

وأمر الله تعالى محمدا وهو آخرهم أن يقول:
[لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك] الأنعام ٥٠

وأن يقول:
[قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ٢١ قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ٢٢] الجن


ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، ووصفهم
بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم، فقال في أولهم نوح صل
الله عليه وسلم:
[ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا] الإسراء ٣

وقال في آخرهم محمد صل الله عليه وسلم:
[تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا] الفرقان ١

وقال في رسل آخرين:
[واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار] ص ٤٥

[واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب] ص ١٧

[ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب] ص ٣٠

وقال في عيسى ابن مريم صل الله عليه وسلم:
[إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل] الزخرف ٥٩


ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صل الله عليه وسلم وأرسله إلى جميع الناس، لقوله تعالى:
[قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض
لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله
وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون] الأعراف ١٥٨


ونؤمن بأن شريعته صل الله عليه وسلم هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى
لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد دينا سواه، لقوله تعالى:
[إن الدين عند الله الإسلام] آل عمران ١٩

وقوله تعالى:
[اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا] المائدة ٣

وقوله تعالى:
[ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين] آل عمران ٨٥


ونرى أن من زعم اليوم دينا قائما مقبولا عند الله سوى دين الإسلام، من دين
اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل
مرتدا، لأنه مكذب للقرآن.


ونرى أن من كفر برسالة محمد صل الله عليه وسلم إلى الناس جميعا فقد كفر
بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له، لقوله تعالى:
[كذبت قوم نوح المرسلين] الشعراء ١٠٥

فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول،

وقال تعالى:
[إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون
نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ١٥٠ أولائك هم
الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا] النساء


ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله صل الله عليه وسلم، ومن ادعى النبوة
بعده أو صدق من ادعاها فهو كافر لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.


ونؤمن بأن للنبي صل الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة
وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر
بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة. وما كان الله تعالى _
وله الحكمة البالغة _ ليولي على خير القرون رجلا، وفيهم من هو خير منه
وأجدر بالخلافة.

ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه،
لكنه لا يستحق بها الفضل المطلق على من فضله، لأن موجبات الفضل كثيرة
متنوعة.


ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى:
[كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله] آل عمران ١١٠

ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم.

وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل.


ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل
اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر
واحد وخجطؤه مغفور له.

ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء
الجميل، وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم، لقوله تعالى فيهم:
[لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولائك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى] الحديد ١٠

وقول الله تعالى فينا:
[والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم] الحشر ١٠