#خامسا: الإيمان باليوم الآخر:


ونؤمن باليوم الآخر، وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس
أحياء للبقاء، إما في دار النعيم، وإما في دار العذاب الأليم.

فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية:
[ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون] الزمر ٦٨

فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلا بلا ختان
[كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين] الأنبياء ١٠٤

ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال
[فأما من أوتي كتابه بيمينه ٧ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ٨ وينقلب إلى أهله
مسرورا ٩ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ١٠ فسوف يدعوا ثبورا ١١ ويصلى سعيرا
١٢] الإنشقاق

[وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ١٣ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ١٤] الإسراء


ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا
[فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ٧ ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ٨] الزلزلة

[فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ١٠٢ ومن خفت موازينه فأولائك الذين
خسروا أنفسهم في حهنم خالدون ١٠٣ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ١٠٤]
المؤمنون

[من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون] الأنعام ١٦٠


ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صل الله عليه وسلم خاصة، يشفع عند الله
تعالى بإذنه ليقضي بين عباده، حين يصيبهم من الهم والكرب ما لا يطيقون
فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول
الله صل الله عليه وسلم.

ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صل الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة.

وبأن الله تعالى يخرج من النار أقواما من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته.


ونؤمن بحوض رسول الله صل الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من
العسل وأطيب من رائحة المسك طوله شهر وعرضه شهر وآنيته كنجوم السماء حسنا
وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.


ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه قدر أعمالهم، فيمر أولهم
كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال، والنبي صل الله عليه وسلم
قائم على الصراط يقول: (يارب سلم سلم). حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من
يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج
ومكردس في النار.


ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله، أعاننا الله عليها.


ونؤمن بشفاعة النبي صل الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها. وهي للنبي صل الله عليه وسلم خاصة.


ونؤمن بالجنة والنار، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين
المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
[فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كان يعملون] السجدة ١٧

والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال
[إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا] الكهف ٢٩

وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين
[ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا] الطلاق ١١

[إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا ٦٤ خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا
ولا نصيرا ٦٥ يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا
الرسولا ٦٦] الأحزاب

ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.

فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ونحوهم ممن عينهم النبي صل الله عليه وسلم.

ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.

ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف.

فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما.

ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق.


ونؤمن بفتنة القبر، وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه ف
[يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة] إبراهيم ٢٧

فيقول المؤمن: ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد، وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.


ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين
[الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون] النحل ٣٢

ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين
[ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا
أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن
ءاياته تستكبرون] الأنعام ٩٣

والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب
والسنة من هذه الأمور الغيبية، وألا يعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور
الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهور الفرق الكبير بينهما. والله المستعان.